إدمان "التيك أواى" يسبب السمنة وتدهور الذاكرة

إدمان "التيك أواى" يسبب السمنة وتدهور الذاكرة

الوجبات السريعة ضارة جدا بالصحة.. هل سيأتى اليوم الذى نجد فيه هذه العبارة على علب الوجبات السريعة بعدما اشتهرت به علب السجائر، فـقطع الهامبورجر والدجاج والبطاطس المشبعة بالدهون ومكسبات الطعم بالإضافة إلى كوب المياه الغازية، وهى مكونات الوجبة السريعة تتصدر قائمة الاتهام التي أعلنها خبراء التغذية والصحة في مختلف دول العالم ، والمسبب الرئيسى للسمنة وارتفاع نسبة الكوليسترول فى الدم.

وعلى الرغم من أن ثقافة الوجبات السريعة ومطاعمها الشهيرة هى أمريكية فى الأساس وانتشرت عبر العالم كله إلا أنها تشهد انحسارا نسبيا داخل أمريكا نفسها بعد ظهور نتائج العديد من الدراسات الأمريكية والبريطانية التى تؤكد مخاطر التناول المفرط للوجبات السريعة وتأثيرها على الصحة، بل أنها من الأسباب الرئيسية للسمنة مرض العصر فإننا نجد المزيد من مطاعم الوجبات السريعة التى يجرى افتتاحها فى دول العالم وخاصة العالم العربى. حيث النظر لهذه المطاعم والوجبات كنوع من التطور ومسايرة العصر وتقليد نمط الحياة الأمريكية ولم يعد من العجيب أن نسمع أحد الشباب وهو يتحدث بفخر عن تناوله يوميًا ما بين ست وجبات إلى سبع وجبات سريعة، وأنه يفضل هذه الوجبات السريعة والتى تفتقر للعناصر الغذائية الكاملة والمتوازنة عن طعام المنزل، وهذا ما ينعكس على شكاوى الأمهات المتزايدة من إحجام أبنائهن عن الوجبات المنزلية الساخنة.بل أصبح من العادى أن يصر الأبناء على طلب هذه الوجبات السريعة لتناولها فى المنزل فالأمر لا يتعلق بوجود الأبناء خارج المنزل للدراسة أو للعمل واحتياجهم إلى وجبة سريعة طارئة بل تشكو الأسر المصرية من ندرة فرص تجمع أفراد الأسرة على مائدة واحدة كما كان يحدث من قبل.

يؤكد الدكتور محسن الألفي أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس في بحث له أن الدارسين قد توصلوا مؤخرًا إلى أن تكرار تناول الأطفال للوجبات السريعة بما تحتويه من كميات كبيرة من الدهون ومكسبات الطعم يؤثر على كيمياء المخ فيقل التركيز ويسلبهم الإرادة، فيصبح قرار التوقف عن هذه الوجبات في غاية الصعوبة تمامًا مثلما تفعل السجائر وعقاقير الإدمان‏ مما يؤدى إلى إدمان الأطفال والشباب لهذه الوجبات، ومن الأخطاء الشائعة التى تقع فيها كثير من الأمهات هى تعويد الطفل على أن التنزه مرتبط بتناول وجبة سريعة فى ركن الأطفال داخل العديد من تلك المطاعم مما يجعل الطفل يربط فى ذهنه بين الحصول على وقت ممتع وتناول وجبة سريعة، وأظهرت الأبحاث أن الكثير من هذه الوجبات تعمل على تنشيط الجين الخاص بالسمنة بصورة مرضية! وقد تنبهت إلى هذا الخطر أكثر من 20 ولاية أمريكية ومنعت طلاب المدارس من تناول هذه الوجبات لوجود علاقة بينها وبين الإصابة بالأنيميا وفقر الدم وارتفاع نسبة الكولسترول. ووجود علاقة بين مشروبات "الصودا" التي عادة ما تكون مصاحبة لهذه المأكولات والإصابة بهشاشة العظام، بالإضافة إلى أنها تتسبب في عسر الهضم عند تناولها مع الطعام.
وأثبتت دراسة أمريكية أخرى أن تناول السكريات‏ والأطعمة السريعة‏ والدهون بكثرة يغير سلوك الأطفال‏، وأن الوجبات السريعة تدفع إلى خمول العقل وكسله وإلى ترهل الجسم. كما ذكرت مجلة "نيو ساينتيست"مؤخرًا أن ما يحصل عليه الجسم من الدهون الموجودة بكثرة في الساندويتشات السريعة‏ ووجبات الشوارع يسبب أضرارًا بالغة بالمخ،‏ ويسبب تدهور الذاكرة.

وفى دراسة أخرى للدكتور مدحت المسيري أستاذ الفيزياء الطبية بجامعة القاهرة، أثبتت أن الأطعمة المقلية كالبطاطس والأغذية التي تحتوي على المواد الحافظة والملح والمكونة لوجبة "الكومبو"تكون محصلتها الحصول على "خطر كامل"‏ حيث أن أطعمة مثل الهامبورجر وأصابع السمك (fish fingers ) والدجاج المقلي تدخل في دائرة المواد المسببة للإصابة‏ بالسرطان. كل هذه المخاطر تدعو إلى ضرورة كتابة عبارة ضارة جدا بالصحة على علب الوجبات السريعة.
السمنة.. قاتل أطفالنا الأول
ونظرًالانتشار مطاعم الوجبات السريعة والجاهزة في مجتمعاتنا العربية، فقد زادت نسبة البدانة في تلك المجتمعات، حيث تقدر نسبة البدانة في مصر مثلا بنحو 50%‏ بين النساء والرجال‏. وأوضحت دراسة حديثة للباحثة الدكتورة منى السماحي في جامعة عين شمس أن "بدانة الأطفال" منتشرة في مصر بصورة تدعو للقلق، حيث بلغت نسبة البدانة لدى الأطفال ‏15%‏ بعد أن كانت في الثمانينيات من القرن الماضي في حدود ‏6%‏ فقط‏. وأرجعت الدراسة هذا الإرتفاع فى نسبة البدانة إلى تناول الوجبات السريعة والجاهزة، والأكل بين الوجبات وإهمال الخضراوات والفاكهة.
والبدانة التي تعتبر أول عرض لتناول الوجبات السريعة في طريقها بالفعل لأن تصبح السبب الأول للوفاة في بريطانيا، محتلة مكان التدخين، ويرى خبراء الصحة هناك أن الحكومة البريطانية -شأنها شأن سائر الحكومات الأوروبية- تشعر بالخوف من وضع حلول لهذه المشكلة التي أوجدتها مؤسسات وشركات إنتاج الوجبات السريعة والجاهزة، وذلك بسبب المصالح الضخمة لهذه الشركات. فرءوس الأموال المستثمرة في مطاعم الوجبات السريعة والمشروبات الغازية ضخمة للغاية،‏ وبسبب هذه "المصالح" يموت ‏30‏ ألف شخص بريطاني بدين في كل عام‏.

يؤكد العلماء البريطانيون‏ في دراسة حديثة‏ أن الجيل الحالي من الأطفال في بريطانيا أكثر عرضة للأمراض الخطيرة،حيث إن 10% من الأطفال مصابون بالسمنة‏، و20% من الأطفال يعانون الوزن الزائد. وقد كشف الدكتور إيريك شلوسر خبير الأغذية الأمريكي في كتابه "أمة الأغذية السريعة" عن زيادة حالات الوفيات بين الأطفال من عمر‏ 6‏ إلى 10 سنوات؛ بسبب البدانة المفرطة بعد تضاعف عدد مطاعم الوجبات السريعة في بريطانيا. وفي الولايات المتحدة تؤدي السمنة إلى وفاة 300 ألف شخص سنويًّا، وتأتي بعد التدخين الذي يتسبب في وفاة 400 ألف شخص.

الفاكهة والخضروات لصحة جيدة

واعتمادًا على أبحاث تؤكد وجود علاقة قوية بين السمنة المبكرة والانتشار السريع لأمراض السكر وضغط الدم والقلب وأمراض العمود الفقري وارتفاع نسبة الكولسترول والربو وبعض أنواع السرطان، ومن ناحية أخرى الأمراض النفسية والخجل والإحباط.. فقد حثّت جهود الجمعية الطبية الأسترالية الحكومة على فرض "ضريبة بدانة" على الوجبات السريعة الدسمة والمشروبات الغازية، وذلك في إطار "إستراتيجية لجعل الناس أكثر وعيًا بمكونات الطعام الذي يشترونه".

وتوضح الدكتورة امتثال السويفى أستاذ التغذية وعلوم الأطعمة بالمعهد القومى للتغذية أن معظم هذه

الوجبات السريعة تتسم بالتعقيد والدسامة وعدم التوازن، وتمتلئ بالدهون ومكسبات الطعم، وتكون محشوة عادة بالتوابل الحارة بكميات كبيرة مما يؤدي إلى تهيج الأغشية الداخلية للجهاز الهضمي، ويحدث أخطارًا كبيرة ومتعددة عند الإفراط في تناولها. وتضيف أيضًا أن المدنية والتطور أبعدا الإنسان عن فطرته وتلقائيته في المأكل والمشرب مما أدى إلى الخلل بصحة الإنسان، وجعله عرضة للإصابة بأمراض متعددة، على رأسها البدانة.

وتشير الدكتورة امتثال إلى أن المجتمعات الغربية المتقدمة قد تنبهت في السنوات الأخيرة إلى خطورة الوجبات الغذائية المنتشرة بها، وخصوصًا وجبات "التيك أواي الجاهزة. فظهرت حاليا العديد من النداءات للعودة للأطعمة الطبيعية، والحرص على البساطة وعدم التكلف، والتركيز على الأطعمة الطازجة والألياف والخضراوات، والاهتمام بالحبوب غير المقشّرة، والإقلال من اللحوم الحمراء والدهون، وفوق ذلك كله الاقتناع بأن القيمة الغذائية للطعام أكثر أهمية من القيمة المادية التي يساويها هذا الطعام، وتحثّ الدكتورة امتثال على تناول المأكولات الشعبية الشرقية المنتشرة في مصر ومعظم الدول العربية، باعتبارها أكثر ملاءمة لصحة الإنسان وأكثر فائدة له، وعودة الأبناء من جديد إلى مائدة الأسرة التى تضم الخضروات وطبق السلطة والبروتين والنشويات فى وجبة متوازنة ومتكاملة.

زائر

يؤيؤيؤيؤــأإ
يسلمو ،ـأإقلبوـأإ على النصيحه
وماننحرمـ،ـ منك يارب